
في الأشهر الأخيرة، اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي موجة من الصور الشخصية المُحوّلة إلى أسلوب استوديو “غيبلي” الياباني الشهير، باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT وDALL·E. هذا الترند، المعروف بـ”غيبليفاي”، أثار إعجاب الملايين، لكنه في الوقت ذاته فتح باباً واسعاً للنقاش حول قضايا الملكية الفكرية، الخصوصية، والأخلاقيات في عصر الذكاء الاصطناعي.
النجاح الجماهيري والتقني:
مع إطلاق ميزة تحويل الصور إلى أسلوب “غيبلي”، شهدت OpenAI زيادة قياسية في عدد مستخدمي ChatGPT، حيث تجاوز عدد المستخدمين النشطين أسبوعياً 150 مليوناً لأول مرة في عام 2025. هذا النجاح جاء بفضل التحديثات في نموذج GPT-4o، الذي أتاح قدرات متقدمة في توليد الصور بأساليب فنية مميزة .
الجدل القانوني:
رغم الشعبية الكبيرة، أثار الترند تساؤلات قانونية حول استخدام أسلوب “غيبلي” المحمي بحقوق النشر. الخبير القانوني جوش ويغنسبيرغ أشار إلى أن استخدام عناصر محددة ومميزة من أعمال “غيبلي” قد يُعتبر انتهاكاً لحقوق النشر، حتى وإن لم يتم نسخ العمل بالكامل .
ردود فعل الفنانين:
الفنانة كارلا أورتيز، التي نشأت على أفلام ميازاكي، وصفت استخدام أسلوب “غيبلي” في أدوات الذكاء الاصطناعي بأنه “استغلال” و”إهانة” لعمل الفنانين، مؤكدة أن الشركات التقنية تستخدم سمعة “غيبلي” للترويج لمنتجاتها دون إذن .
مخاوف الخصوصية:
خبراء الأمن السيبراني حذروا من أن تحميل الصور الشخصية إلى منصات الذكاء الاصطناعي قد يُعرض المستخدمين لمخاطر مثل تسريب البيانات أو استخدامها في إنشاء محتوى مزيف. فلاتيسلاف توشكانوف من مركز كاسبرسكي أشار إلى أن البيانات قد تُستخدم في تدريب نماذج ذكاء اصطناعي أخرى دون علم أو موافقة المستخدمين .
موقف ميازاكي:
هاياو ميازاكي، المؤسس المشارك لاستوديو “غيبلي”، عبّر سابقاً عن رفضه لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الفن، واصفاً إياه بأنه “إهانة للحياة نفسها”، مؤكداً أن التكنولوجيا تفشل في التقاط جوهر الألم الإنساني الذي يُعتبر محوراً في أعماله .
خاتمة:
ترند “غيبلي” يُسلط الضوء على التحديات التي تواجهها المجتمعات في عصر الذكاء الاصطناعي، حيث تتداخل الحدود بين الإبداع البشري والتقني. بينما يُعجب البعض بالإمكانيات الجديدة، يُحذر آخرون من المخاطر القانونية والأخلاقية التي قد تنجم عن استخدام هذه التقنيات دون ضوابط واضحة.
للمزيد من التفاصيل: