خطوات صغيرة صنعت إنجازاً كبيراً

“إيّاك أن تفرّط في ذلك الحلم الذي عقدت العزمَ على تحقيقِه. سيتحققُ الحلم إذا امتلكتَ العزيمةَ والإصرار.”
لطالما كنت أردد هذه الكلمات البسيطة منذ عشرين سنة مضت…
لم أكن أدرك حينها عمق معناها، لكنني كنت أؤمن بها، وأرفض أن أسمح لليأس بأن يجد إلى قلبي طريقًا.
أدركت منذ طفولتي قيمة الحلم الذي سكن مخيلتي، ذلك الحلم الذي كان يرسم لي ملامح المستقبل.
كنت في السادسة من عمري حين بدأت أتساءل: كيف سأكون بعد عشرين سنة؟
مخططات بريئة كانت تراود كل الأطفال من حولي؛ الفتيات يحلمن بأن يصبحن معلمات، والأولاد يحلمون بأن يكونوا أطباء أو مهندسين.
أما أنا… فكنت أكتب عن جمال الحياة، عن ألوانها التي تشبه أفلام الكرتون، وعن موسيقاي البريئة التي كانت تدعوني لأن أعيش بسعادة.
لم أكن أعلم حينها أن الأحلام أعمق بكثير من أن نتعثر بها أو نعثر عليها صدفة.
كنت دائمًا أسعى أن أرسم طريقي نحو حلمي، أسطر له الدروب لينير عالمي.
وها أنا اليوم، بعد مسيرة طويلة من الإصرار، أضع خطواتي الأولى وإن كانت بسيطة لكنها تؤكد لي أن النجاحات الكبرى تولد من خطوات صغيرة، مغروسة بثلاث بذور عظيمة:
• الإصرار
• الأمل
• الطموح
ومنهما يولد النجاح.
قصة الأمس انتهت… وقصة اليوم بدأت.
لم يعد هناك وقت أنتظره كي يصبح “مناسبًا”، بل سأصنع الوقت المناسب بيدي.
لن أقول: “فعلت كل ما بوسعي”، بل سأجدد نسمات الأمل داخلي، وأمضي في درب آخر، تاركةً خلفي ما مضى بكل ما حمله من ألم وفرح.
لا أدري كيف سيمضي الوقت القادم، لكني أثق بالأمل الذي يسكنني.
أتذكر دومًا قول باولو كويلو:“عندما تواجهنا أي خسارة، لا جدوى من استعادة ما كان، ومن الأفضل أن نستفيد من الحيز الأوسع الذي يشرع أمامنا ونملأه بشيء جديد.”
نعم، كل شيء مضى، انتهى…
لكن المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد.
المعركة الحقيقية هي تلك التي نخوضها داخلنا: التغلب على اليأس والضعف، الاعتراف بالخسارة، والقدرة على النهوض من جديد.
لقد استطعت أن أتخطى أربعة أعوام مليئة بالعقبات والمخاوف.
وها أنا اليوم أقف بثبات على أعتاب التخرج، بخطوات واثقة.
قريبًا، ستنتهي هذه الحكاية، وسأرفع قبعتي مودعةً سنواتٍ مضت بفيض من الذكريات الجميلة والمريرة معًا.
لن أقف صامتة أنتظر الغد… بل سأكمل.
الإبداع لا ينتهي، ومشوار الألف ميل يبدأ بخطوة.
ولقد بدأت خطواتي الأولى… والبقية، حتمًا، ستكون أجمل